بسم الله الرحمن الرحيم المص١
كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين٢
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ۗ قليلا ما تذكرون٣
وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون٤
فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين٥
فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين٦
فلنقصن عليهم بعلم ۖ وما كنا غائبين٧
والوزن يومئذ الحق ۚ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون٨
ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون٩
ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش ۗ قليلا ما تشكرون١٠
ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين١١
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ۖ قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين١٢
قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين١٣
قال أنظرني إلى يوم يبعثون١٤
قال إنك من المنظرين١٥
قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم١٦
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ۖ ولا تجد أكثرهم شاكرين١٧
قال اخرج منها مذءوما مدحورا ۖ لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين١٨
ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين١٩
فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين٢٠
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين٢١
فدلاهما بغرور ۚ فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ۖ وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين٢٢
قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين٢٣
قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ۖ ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين٢٤
قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون٢٥
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ۖ ولباس التقوى ذلك خير ۚ ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون٢٦
يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما ۗ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ۗ إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون٢٧
وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ۗ قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ۖ أتقولون على الله ما لا تعلمون٢٨
قل أمر ربي بالقسط ۖ وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين ۚ كما بدأكم تعودون٢٩
فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة ۗ إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون٣٠
۞ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ۚ إنه لا يحب المسرفين٣١
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ۚ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ۗ كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون٣٢
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون٣٣
ولكل أمة أجل ۖ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ۖ ولا يستقدمون٣٤
يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي ۙ فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون٣٥
والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار ۖ هم فيها خالدون٣٦
فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته ۚ أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ۖ حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله ۖ قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين٣٧
قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار ۖ كلما دخلت أمة لعنت أختها ۖ حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ۖ قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون٣٨
وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون٣٩
إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ۚ وكذلك نجزي المجرمين٤٠
لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ۚ وكذلك نجزي الظالمين٤١
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة ۖ هم فيها خالدون٤٢
ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار ۖ وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ۖ لقد جاءت رسل ربنا بالحق ۖ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون٤٣
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ۖ قالوا نعم ۚ فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين٤٤
الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون٤٥
وبينهما حجاب ۚ وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ۚ ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم ۚ لم يدخلوها وهم يطمعون٤٦
۞ وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين٤٧
ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون٤٨
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ۚ ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون٤٩
ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ۚ قالوا إن الله حرمهما على الكافرين٥٠
الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا ۚ فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون٥١
ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون٥٢
هل ينظرون إلا تأويله ۚ يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ۚ قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون٥٣
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ۗ ألا له الخلق والأمر ۗ تبارك الله رب العالمين٥٤
ادعوا ربكم تضرعا وخفية ۚ إنه لا يحب المعتدين٥٥
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ۚ إن رحمت الله قريب من المحسنين٥٦
وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ۖ حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ۚ كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون٥٧
والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه ۖ والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ۚ كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون٥٨
لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم٥٩
قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين٦٠
قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين٦١
أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون٦٢
أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون٦٣
فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا ۚ إنهم كانوا قوما عمين٦٤
۞ وإلى عاد أخاهم هودا ۗ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ۚ أفلا تتقون٦٥
قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين٦٦
قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين٦٧
أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين٦٨
أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ۚ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ۖ فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون٦٩
قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا ۖ فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين٧٠
قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب ۖ أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان ۚ فانتظروا إني معكم من المنتظرين٧١
فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا ۖ وما كانوا مؤمنين٧٢
وإلى ثمود أخاهم صالحا ۗ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ۖ قد جاءتكم بينة من ربكم ۖ هذه ناقة الله لكم آية ۖ فذروها تأكل في أرض الله ۖ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم٧٣
واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا ۖ فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين٧٤
قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ۚ قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون٧٥
قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون٧٦
فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين٧٧
فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين٧٨
فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين٧٩
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين٨٠
إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ۚ بل أنتم قوم مسرفون٨١
وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم ۖ إنهم أناس يتطهرون٨٢
فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين٨٣
وأمطرنا عليهم مطرا ۖ فانظر كيف كان عاقبة المجرمين٨٤
وإلى مدين أخاهم شعيبا ۗ قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ۖ قد جاءتكم بينة من ربكم ۖ فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ۚ ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين٨٥
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا ۚ واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ۖ وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين٨٦
وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا ۚ وهو خير الحاكمين٨٧
۞ قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا ۚ قال أولو كنا كارهين٨٨
قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها ۚ وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا ۚ وسع ربنا كل شيء علما ۚ على الله توكلنا ۚ ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين٨٩
وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون٩٠
فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين٩١
الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها ۚ الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين٩٢
فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم ۖ فكيف آسى على قوم كافرين٩٣
وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون٩٤
ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون٩٥
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون٩٦
أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون٩٧
أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون٩٨
أفأمنوا مكر الله ۚ فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون٩٩
أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ۚ ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون١٠٠
تلك القرى نقص عليك من أنبائها ۚ ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ۚ كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين١٠١
وما وجدنا لأكثرهم من عهد ۖ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين١٠٢
ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها ۖ فانظر كيف كان عاقبة المفسدين١٠٣
وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين١٠٤
حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق ۚ قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل١٠٥
قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين١٠٦
فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين١٠٧
ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين١٠٨
قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم١٠٩
يريد أن يخرجكم من أرضكم ۖ فماذا تأمرون١١٠
قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين١١١
يأتوك بكل ساحر عليم١١٢
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين١١٣
قال نعم وإنكم لمن المقربين١١٤
قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين١١٥
قال ألقوا ۖ فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم١١٦
۞ وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك ۖ فإذا هي تلقف ما يأفكون١١٧
فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون١١٨
فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين١١٩
وألقي السحرة ساجدين١٢٠
قالوا آمنا برب العالمين١٢١
رب موسى وهارون١٢٢
قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ۖ إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها ۖ فسوف تعلمون١٢٣
لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين١٢٤
قالوا إنا إلى ربنا منقلبون١٢٥
وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ۚ ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين١٢٦
وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك ۚ قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون١٢٧
قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ۖ إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ۖ والعاقبة للمتقين١٢٨
قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ۚ قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون١٢٩
ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون١٣٠
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ۖ وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ۗ ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون١٣١
وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين١٣٢
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين١٣٣
ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك ۖ لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل١٣٤
فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون١٣٥
فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين١٣٦
وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ۖ وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ۖ ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون١٣٧
وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم ۚ قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ۚ قال إنكم قوم تجهلون١٣٨
إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون١٣٩
قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين١٤٠
وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ۖ يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم ۚ وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم١٤١
۞ وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ۚ وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين١٤٢
ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك ۚ قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ۚ فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ۚ فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين١٤٣
قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين١٤٤
وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها ۚ سأريكم دار الفاسقين١٤٥
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ۚ ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين١٤٦
والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم ۚ هل يجزون إلا ما كانوا يعملون١٤٧
واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ۚ ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا ۘ اتخذوه وكانوا ظالمين١٤٨
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين١٤٩
ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي ۖ أعجلتم أمر ربكم ۖ وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه ۚ قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين١٥٠
قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك ۖ وأنت أرحم الراحمين١٥١
إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ۚ وكذلك نجزي المفترين١٥٢
والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم١٥٣
ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح ۖ وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون١٥٤
واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ۖ فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ۖ أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ۖ إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ۖ أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا ۖ وأنت خير الغافرين١٥٥
۞ واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك ۚ قال عذابي أصيب به من أشاء ۖ ورحمتي وسعت كل شيء ۚ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون١٥٦
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ۚ فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ۙ أولئك هم المفلحون١٥٧
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض ۖ لا إله إلا هو يحيي ويميت ۖ فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون١٥٨
ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون١٥٩
وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما ۚ وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر ۖ فانبجست منه اثنتا عشرة عينا ۖ قد علم كل أناس مشربهم ۚ وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى ۖ كلوا من طيبات ما رزقناكم ۚ وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون١٦٠
وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم ۚ سنزيد المحسنين١٦١
فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون١٦٢
واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون ۙ لا تأتيهم ۚ كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون١٦٣
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما ۙ الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ۖ قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون١٦٤
فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون١٦٥
فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين١٦٦
وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ۗ إن ربك لسريع العقاب ۖ وإنه لغفور رحيم١٦٧
وقطعناهم في الأرض أمما ۖ منهم الصالحون ومنهم دون ذلك ۖ وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون١٦٨
فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ۚ ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه ۗ والدار الآخرة خير للذين يتقون ۗ أفلا تعقلون١٦٩
والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين١٧٠
۞ وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون١٧١
وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ۖ قالوا بلى ۛ شهدنا ۛ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين١٧٢
أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ۖ أفتهلكنا بما فعل المبطلون١٧٣
وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون١٧٤
واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين١٧٥
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ۚ فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ۚ ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا ۚ فاقصص القصص لعلهم يتفكرون١٧٦
ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون١٧٧
من يهد الله فهو المهتدي ۖ ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون١٧٨
ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ۖ لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ۚ أولئك كالأنعام بل هم أضل ۚ أولئك هم الغافلون١٧٩
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ۖ وذروا الذين يلحدون في أسمائه ۚ سيجزون ما كانوا يعملون١٨٠
وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون١٨١
والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون١٨٢
وأملي لهم ۚ إن كيدي متين١٨٣
أولم يتفكروا ۗ ما بصاحبهم من جنة ۚ إن هو إلا نذير مبين١٨٤
أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ۖ فبأي حديث بعده يؤمنون١٨٥
من يضلل الله فلا هادي له ۚ ويذرهم في طغيانهم يعمهون١٨٦
يسألونك عن الساعة أيان مرساها ۖ قل إنما علمها عند ربي ۖ لا يجليها لوقتها إلا هو ۚ ثقلت في السماوات والأرض ۚ لا تأتيكم إلا بغتة ۗ يسألونك كأنك حفي عنها ۖ قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون١٨٧
قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ۚ ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ۚ إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون١٨٨
۞ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ۖ فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به ۖ فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين١٨٩
فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما ۚ فتعالى الله عما يشركون١٩٠
أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون١٩١
ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون١٩٢
وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم ۚ سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون١٩٣
إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ۖ فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين١٩٤
ألهم أرجل يمشون بها ۖ أم لهم أيد يبطشون بها ۖ أم لهم أعين يبصرون بها ۖ أم لهم آذان يسمعون بها ۗ قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون١٩٥
إن وليي الله الذي نزل الكتاب ۖ وهو يتولى الصالحين١٩٦
والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون١٩٧
وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا ۖ وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون١٩٨
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين١٩٩
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ۚ إنه سميع عليم٢٠٠
إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون٢٠١
وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون٢٠٢
وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها ۚ قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ۚ هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون٢٠٣
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون٢٠٤
واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين٢٠٥
إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ۩٢٠٦
Support Ayat Al Quran
Those who spend their wealth by night and day, privately and publicly, will receive their reward from their Lord. They have nothing to fear, nor shall they grieve.
The Holy Quran · Al-Baqara (The Cow) · 2:274